المغرب: طباخ أنتوني كوين نزيلا في دار "المحسنين"


خلف الأبواب المغلقة لدار البر والإحسان في مراكش، تختبئ حكايات عجيبة يبوح لنا بها مصطفى فاندي، (64 سنة)، الذي عمل طباخا للنجم العالمي أنتوني كوين، ويحكي قصة عامين قضاهما معه، في قصره في كاليفورنيا.
في الدار، احتفظ فاندي بسرّه داخل ذاكرته في صمت، وربما كان يلعن تقلبات الزمن التي قادته إلى أن يصبح نزيلا في الدار. هنا، يلقبه بالأمريكي، لأنه عاش في أمريكا لأكثر من 27 سنة. عاش فيها غريبا، ولم يتوقع أن يلاقي في عودته لوطنه غربة أكبر. ولم يبقى له من ماضيه إلا صورته التذكارية مع نجم السينما العالمية أنتوني كوين، الذي اشتهر عند الجمهور العربي في فيلمي "عمر المختار" و"الرسالة".
ذكريات شبح مهاجر
بعينين جاحظتين نحو الصورة، وبكلمات تظهر فيها الحسرة، أخذ فاندي يحكي قصته، التي بدأت عام 1980، حين حصل على عقد عمل كرسّام، في الولايات المتحدة، وظلّ ينتقل بين مدنها. امتهن حرفا متعددة كالخياطة والرسم والطبخ، وكل ما من شأنه أن يضمن له عيشا كريما. ساقته قدماه بعد خمس سنوات لوضع طلب عمل في إحدى مكاتب الشغل في نيويورك. في الوقت نفسه كان الممثل انتوني كوين في حاجة لطباخ عربي مسلم.
وهو يدعك لحيته الممتلئة بالشيب، يحكي لـ"هنا صوتك" : "أرسل لي تذكرة الطائرة من نيويورك إلى جنوب كاليفورنيا، وكانت تنتظرني سيارة خاصة أوصلتني إلى قصره في "ريفرسايد". لم يكن مصطفى يعرف أنه سيعمل عند أنطوني كوين: "حين أدخلوني غرفة مكتبه، سألني إن كنت أعرفه أو شاهدت بعض أفلامه فأجبت بنعم. وعددت له الرسالة وأسد الصحراء وزوربا اليوناني".
دام عمل مصطفى في خدمة أنطوني كوين ما يقارب سنتين. يحكي، بابتسامة، يوم طلب منه أن يجهز له أكلة مغربية: "اخترت طبق الكسكس بالخضر، والبسطيلة، التي أعجبته كثيرا، لكنه كان كثير الغياب عن البيت".
وفي أحد الأيام، كان مصطفى يقضي ليلة حمراء عندما تشاجر مع إحدى العاهرات، مما تسبّب في اعتقاله. وحين تلقى الممثل المشهور اتصالا هاتفيا من الشرطة أطلق سراح مصطفى بكفالة رب العمل، لكنه أمهله أسبوعا لإنهاء عمله، وأخذ مستحقاته كاملة، مع تذكرة عودة إلى نيويورك بالطائرة.
يقول مصطفى إنه انتقل للعمل بعدها بين الفنادق الامريكية كطبّاخ إضافة لمهنة الرسم، يستمتع بالحياة ويتزوج كثيرا، ولم يكن يفكر بالرجوع الى بلده. وحدث أن تشاجر مع أحد المغاربة المقيمين في أمريكا، فأحدث له جرحا في وجهه، وحكمت عليه المحكمة بمغادرة الولايات المتحدة، فعاد إلى المغرب.
وضعية مأساوية
أختان وأخ يقطنان في الدار البيضاء هو كل ما تبقى لمصطفى في وطنه. زاد وضعيته تأزما الحادثة التي تعرض لها إثر وقوعه من سلم أحد الفنادق في مراكش، مما ترتب عليه كسر في رجله اليمنى أضعف قدرته على المشي. مصطفى يعيش اليوم في سرير في أحد عنابر دار البر والإحسان، لا أحد يعبأ به ولا بماضيه. ما زال يطمح في العودة لأمريكا، حيث يوجد الكثير من معارفه. يقول والحسرة تبدو في عينيه : " أنا لا أستحق هذه النهاية ، الدنيا دوّارة، ولا ثقة لي فيها".

0 commentaires:

"رحمه الله" عبارة أعجزت المترجمة إلى اليابانية



"رحمه الله" عبارة أعجزت المترجمة إلى اليابانية
التقى رئيس الوزراء أردوغان في العاصمة اليابانية بأحفاد اليابانيين الذين ساعدوا البحّارة العثمانيين في الفرقاطة ’إرتوغُرل‘ التي غرقت عام 1890.



التقى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في طوكيو بأحفاد يابانيين كانوا قد أنقذوا البحّارة العثمانيين في الفرقاطة ’أرتوغُرل‘ التي غرقت قرابة سواحل مدينة كوشيموتو اليابانية سنة 1890 بسبب إعصار حدث هناك.
وقال أثناء اللقاء أن ما فعله أجداد الحاضرين من فضل لا يمكن أن يُنسى، وشكر الذين بدأوا بإنشاء العلاقة بين البلدين؛ كما ذكر عائلة محي الدين أفندي التي أوقفت لله أرضاً لبناء جامعٍ مهيب عليها.
وسأل أردوغان الله أن يرحم روح السيد محي الدين أفندي؛ وعندها تلعثمت المترجمة إلى اللغة اليابانية لدى قوله "رحمهُ الله". فتبسّم أردوغان وأبدى للمترجمة تفهمه لصعوبة ترجمة العبارة.

0 commentaires:

وضعية الإمام في مكيال القانون الهولندي


في القانون الهولندي يتم التمييز بين رجل الدين وعامة الناس. بناء على عدة مسائل قانونية كانت تتعلق بالإمام، حددت وضعية الإمام المأجور كرجل دين. ينطبق هذا التعريف على إمام المسجد كما ينطبق على الإمام الذي يشتغل في المؤسسات العمومية كالمستشفيات، السجون والجيش. هذا التحديد القانوني له تبعات على الإمام نفسه وعلى الأفراد الذين تربطه بهم علاقة "رعوية".

إحدى هذه التبعات، تمتع الإمام بقدر كبير من الاستقلالية المهنية حيث أنه ليس بمقدور الدولة أو الجماعة تحديد ما يجب على الإمام قوله أو إعلانه ولا كيف يجب عليه القيام به. من ناحية أخرى ينتظر من الإمام أن يكون مدركا لحدود مجاله الوظيفي بصورة واضحة، وأن لا يتدخل في مسائل خارج اختصاصه وأن يأخذ المسافة اللازمة في علاقته بالأفراد المحتاجين لخدمته الروحية. من بين التبعات أيضا، أن الإمام شأنه في ذلك شأن القس عند المسيحيين والحبر عند اليهود وكذا المحامي والطبيب، يزاول مهنة معتبرة وذات قيمة مجتمعية رفيعة ويتاجر في بضاعة- ثقة كما يسمونها في علم السوسيولوجيا.

وهذا يعني أن الإمام واجب عليه التزام السرية في تعامله، وأن لا يبوح بأسرار وقصص الناس لأنه أمن عليها لوظيفته الاعتبارية لا لشيء آخر، وإن فعل فإنه يعرض نفسه للمسائلة حيث أن ذلك ممنوع بموجب القانون، لهذا كله يتمتع الإمام بمكانة تفضيلية، فهو غير ملزم بالإدلاء بشهادته أمام المحاكم في قضية تتعلق بشخص لجأ إليه لطلب خدمة روحية.

في السجون لا يسمح بالتنصت على الأئمة شأنهم في ذلك شأن المحامين ،الأطباء ، الأطباء النفسانيين والقساوسة وذلك لتفادي استغلال مكالماتهم وأحاديثهم مع المتهمين في المسائل التي تهم العدالة. من التبعات كذالك أن الإمام يعتبر أيضا مساعدا اجتماعيا يمتلك رؤية واضحة وشاملة عن الأفراد الذين يقوم بخدمتهم لهذا يجب عليه التزام المسافة المهنية الواجبة في كل تعاملاته.

في سنة 2012 كان هذا موضوع قضية رفعتها سيدة ضد إمام في المحكمة (كما يقول المثل المغربي: خَرْجُوا رَجْلِيه الشْوَارِي) . تدور أحداث هذه القضية حول سيدة مسلمة كانت تتعرض لنوبات خوف مرضي تصاحبها مشاكل في التنفس (NRC سبتمبر6 2012).
كانت هذه السيدة تبحث عن علاج لحالتها عن طريق البحث في أسباب مشاكل من الماضي لم تتعامل معها كما يجب في حينه. عن طريق أخيها وصديقة لها طلبت هذه السيدة من إمام المسجد مساعدتها باعتباره راعيا وخادما روحيا، هذا الإمام الذي لم تكن له سابق معرفة بها جاء عندها في الساعة الحادية عشرة مساءا، وغادر بيتها على الساعة الثالثة صباحا. في هذا الحيز الزمني نوقشت مشاكل هذه السيدة بشكل مستفيض، لكن الأمور تطورت إلى معاشرة جنسية. فيما بعد تقدمت المرأة بشكاية ضد الإمام بدعوى التحرش والاستغلال الجنسي.

لم ينكر الإمام الواقعة ولكنه أضاف أنه وقت المعاشرة الجنسية لم يكن يمارس دوره الرعوي وأن العلاقة الجنسية كانت بناءا على توافق وتكافؤ، بمعنى أنه لم يكن إماما ساعة ممارسة الجنس مع السيدة. بنى القاضي حكمه على أساس أن هذه العلاقة تمت أثناء لجوء السيدة إلى الإمام بغرض المساعدة لهذا اعتبرت العلاقة الجنسية فسوقا واستغلالا وعدم حفظ للأمانة، كما أقرت المحكمة بأن الإمام موضوع الدعوى يقدم مساعدته باستمرار لمسلمين آخرين في مناسبات مختلفة كحالات الوفاة ، الطلاق وحتى الإدمان، إذن فهو مكون لذلك، ولهذا تم الاتصال به من طرف هذه السيدة، كما أنه يعتبر مساعدا اجتماعيا باستطاعته تقييم الحالة النفسية لزبونته وأنه يجب عليه عدم استغلالها، لأن هذه السيدة لم تكن في وضع نفسي يمكنها من مقاومة إستغلاله لها. خلاصة القول، وظيفة الإمام لا تسمح له أن يكون إماما وقتما يشاء، فهو دائما إمام. وحكمت المحكمة على الإمام بسنة سجنا نافذا.
وظيفة الإمام تعتمد التخصص بامتياز، وهذا التخصص لا يقتصر فقط على المهام اليومية البسيطة كإمامة الناس في الصلاة والقيام بطقوس أخرى ولكن يشمل أيضا منظومة معقدة من المهام المتعلقة بدراسة وتفسير النصوص اللاهوتية والقانونية وإيصال هذه التفسيرات بشكل مبسط، موثوق ومقنع لمن لهم علاقة رعوية معه. وظيفة الإمام سواء تعلق الأمر بإلتزامه مع المجتمع أو مع الأفراد تبقى عملا متخصصا، وذات مكانة اعتبارية رفيعة.

هناك مسألة تفرض نفسها وهي قضية التقليل من أهمية الإمام من طرف المجتمع والأفراد خارج أسوار المسجد، حيث أنه لا يحظى بالتقدير الواجب على الرغم من مهامه خارج المسجد كزيارة المرضى، ومعالجة بعض الحالات بقراءة القرآن والدعاء ومصاحبة المحتضرين في لحظاتهم الأخيرة، وتغسيل الموتى وترؤس مراسيم الدفن، ومواساة أقارب الموتى والدعاء لهم بالصبر والسلوان، كذالك إبرام ومباركة الزواج والدعاء للمواليد الجدد والتوسط في الخلافات التي قد تحدت بين الأب وإبنه أو الزوجة وزوجها، وإسداء النصح والمشورة في مسائل خاصة، كذالك الحضور في مناسبات مختلفة لقراءة القرآن والدعاء لمنظم الحفل أو اللقاء وللحضور وللأمة جمعاء. كل هذه المهام تشكل الجوانب المختلفة لوظيفة الإمام والتي تتطلب جهدا وطاقة من الإمام.
من الناحية النظرية يتمتع الإمام بوضعية اعتبارية معتبرة سواء عند عموم الناس أو عند كثير من الدوائر الرسمية، لذا يطلق عليه عند عامة الناس "حامل هموم الناس " السرية والثقة التي تقوم عليها وظيفة الإمام كانت موضوع الشريط التلفزي المغربي "سر العرصة".
يتطرق الفيلم إلى أن الإمام أو الفقيه كما يطلق عليه في أوساط العامة يؤتمن على معلومات غاية في الخصوصية كما يصور كيف تدور الأحاديث الخاصة بين الإمام وأشخاص من مختلف الطبقات الإجتماعية، كما يتطرق الفيلم الى كيفية إشراك الإمام في الأمور الخاصة وفي طريقة البوح له بأمور قد تكون محرجة لصاحبها، وفي مثل هذه اللقاءات يتم تذكير الإمام بواجبه الديني والأخلاقي في الحفاظ على الأسرار كما يفرض العهد ذالك. هكذا رأينا كيف أن سيدة باحت للإمام بسر مفاده أنها ليست أم بطل الشريط الذي كان مولده نتيجة اغتصاب كما باحت للإمام بمن تكون أمه البيولوجية ، وعلى فراش الموت تطلب هذه السيدة من الإمام أن يخبر ولدها بالتبني بحقيقة من تكون أمه، وأن لا يبوح بسر من يكون الأب البيولوجيـا، والذي هو رجل من الأعيان.
تطرق الغزالي لدور رجال الدين من علماء وأئمة كصناعة أو كحرفة في المجال العمومي، كما أنهم يتموقعون في المرتبة الثالثة و الرابعة على التوالي في الوظيفة العامة بعد الرسل والحكام. تطرق الغزالي أيضا إلى مناصب الدين التي ينتمي إليها الإمام.
من يدرس دليل الإمام والخطيب والواعظ والذي نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتعاون مع المجلس العلمي سنة 2006 سيكتشف في هذا المرجع أن وضعية الإمام تتطابق إلى حد كبير مع ما هو مبين أعلاه من حيث المكانة الوظيفية والاعتبارية المعتبرة، وهذا ما سأتناوله بالدرس والتحليل فيما بعد. فيما بعد

* باحث وكاتب هولندي من أصل مغربي، ورئيس هيئة العناية الروحية الإسلامية في وزارة العدل الهولندية

0 commentaires:

لا حول ولا قوة للعلمانية أمام الشرائع اليهودية، المسيحية والإسلامية

 
قد يقهقه المسلمون، تفويجا على أنفسهم، عند سماع الخبر الأخير الذي وصلنا من إسرائيل : حلفاء الوزير الأول السياسيون يتهمونه بعدم احترام الملة اليهودية إذ تجرأ على مباركة علاقة حب بين ابنه وطالبة نرويجية لم تعتنق اليهودية (بعد؟). لكنه من شأن هاته القهقهة أن تتحول إلى إبتسامة صفراء إذ لا يسع أي مسلم غير منافق إلا الإعتراف بأن الشريعة الإسلامية ورثت عن آل إبراهيم وموسى نفس التمييز ونفس التفرقة “العنصرية” على أساس الملة أو الدين.
وقد يعتقد قليلو التمحيص أن المسيحية علمانية منذ نشأتها وأنها تجاوزت ذلك الميراث التوحيدي اليهودي بمجرد رفعها للشعار المشهور : “لتردن لقيصر ما لقيصر ولله ما لله”. الحقيقة التاريخية تخبرنا أن مطاردة المسيحيين من طرف أباطرة الروم دامت ما يزيد على ثلاثة قرون لأنهم لم يعترفوا بأي ولاء لقيصر ولأنهم اعتقدوا، كأمم وكفرق أخرى، أن الملك كله لله، لا شريك له. إضافة إلى ذلك كان المسيحيون يتناكحون فيما بينهم ليتكاثرعدد طائفتهم.
وقريبا منا نعلم أن الدولة الفرنسية الحديثة لم تتمكن من إرساء وفرض القواعد المشرعة للمواطنة، مكان الأنتماء إلى الطائفية ذات التمييز العنصري بين بني البشر، إلا بعدما أجبر نابوليون اليهود على إلغاء قوانين شريعتهم الخاصة بهم والتي كانت تضمن لهم التناكح والتناسل فيما بينهم، كما هو عليه الحال، لحد الآن، بالنسبة للمتشبثين بشريعة الإسلام رغم تواجدهم وعيشهم في كنف الفرنسيين منذ عدة أجيال. لم يقدم أي ممثل للمسلمين بفرنسا أو بأوروبا ولا أي مفت من أصحاب الفتوى بالعالم أسره أن يتبرأ من التمييز العنصري الذي يحرم المسملة من الزواج بغير المسلم.
كلنا نعلم إذن أن ديانات التوحيد لا تعترف بالمساوات بين بني البشر ولا تعتبر غير المومنين بها كمواطنين مساوين لأهلها وهي بالتالي لا تسمح بالتزاوج معهم. لكننا نعلم أن التاريخ لا يرحم : لقد تولى شعب الله المختار وحلت مكانه إمبراطورية متعددة الديانات قبل أن تحل محلها إمبراطورية بيزنطية مؤيدة بالمقاتلين المسيحيين وبـ”روحهم القدس”، قبل أن تجبرهم على الجلاء، ولو بشكل مؤقت، أمة ما زالت تعتقد أنها خير ما أخرج للناس. ولربما، لربما، يومن كثير من القراء أن اليهود قد غلبوا ولكنهم بعد غلبهم سيغلبون. (كل القراءات مسموح بها تاريخيا).
ولنترك الإسرائليين لعنصريتهم ولنرجع إلى أفضل ما أنتجته قريحة المسلمين والعرب في الأيام الأخيرة. فما الذي اتفقت عليه نخبة المنتخبين من نواب الشعب التونسي يا ترى ؟
1 - الدولة دينها الإسلام. وكأنما يمكن لهاته الشابة فتية يمكنها أن تتحجب قبل دخولها المسجد لتصلي من وراء حجاب (ستار ثاني)، بعيدا عن الرجال. وكأنما رجال المسلمين أعداء لها ووحوش ضارية لا يسعهم سوى الإنقضاض على كل امرأة صلت بنفس المسجد دون عزلها بستار.
2 – الدولة راعية للدين. وكأنما السماوات ودياناتها على وشك الإنهيار وأنها لم تؤكد لنا أنها هي الراعية والحامية والواقية لبني البشر من غضبها، من شحها وقحطها، من زبانيتها ومن الناطقين والقتالين باسمها !
3 – لا يمكن لأي تونسي لا يومن ولا لأي تونسية لا تومن بالإسلام أن يترشح أو تترشح للإنتخابات الرئاسية. وبما أن حرية الإعتقاد مضمونة من طرف الدستور التونسي الجديد فإنه لا يسعنا إلا أن نذكر التونسيين الذين لا يفهمون معنى حرية الإعتقاد هاته بقولة فورد المشهورة في العشرينات من القرن الماضي : يمكنكم أن تقتنوا سيارة فورد من أي لون شئتم إن كان اختياركم هو اللون الأسود. فاختاروا أيها المسلمون التونسيون أي عقيدة تفضلون دون قهقهة ولا ضحكة صفراء !
فالمسلمون كبني عمهم اليهود ما زالوا يتخبطون في تناقضات شريعة ورثوها عنهم وما زالوا لم يقرروا بعد تغيير ما بأنفسهم ليستجيب القدر لتطلعاتهم للمساوات، خارج الطائفية الدينية المميزة بين بني البشر منذ حقبة التأسيس من طرف إبراهيم وموسى ومن ورثهما.

0 commentaires:

"مجددا" و""هان كونك جو" .. فيلمان آسيويان يجعلان العين تفكر

هذا فيلم مختلف تماما، يسرد برشاقة وعفويّة وبراءة. فيلم موجع في بدايته وفي نهايته. أشبه بالإصابة بالسهم، جارح حين ينغرز في اللحم وموجع حين يسحب... فيلم أشبه بقلع ضرس... أتألم من البهجة. لا أحلل. كيف أكتب عن فيلم صامت يعبر بالصور لا بالحوار؟ فيلم ياباني عطل أسلحتي النقدية
.
طيب. لا أحلل. فماذا أفعل؟
تلقيت لكمة سينمائية يابانية على وجهي. أحتاج وقتا لأستعيد وعيي بعد اللكمة.
كان ذلك "مجددا" للمخرج جونيشي كناي Junichi Kanai. وقبله شاهدت "هان كونك جو" للكوري الجنوبي لي سوجين. فيلمان من اقصى شرق آسيا، يحكيان قصة كوْنية. جمعا بين الخلفية الاجتماعية والتحليل السيكولوجي. يوحدهما الموضوع وتفرقهما المقاربة في السرد والإخراج. صور الفيلم الياباني بكاميرا مستقرة، فيه لقطات طويلة في فضاءات واسعة خضراء يتدفق فيها الحب والألم، بينما صور الفيلم الكوري بكاميرا محمولة في فضاءات مزدحمة بالعيون الفاحصة...
لقد أدركوا مبكرا في شرق آسيا أن "الصورة بألف كلمة" وأن الصورة تجعل العين تفكر. وقد انعكس هذا الوعي القديم بكثافة الصورة على الأفلام التي صورها أبناء المنطقة. وهذا وعي لم توفره الثقافة العربية لمخرجيها وانعكس ذلك على الجانب البصري لأفلامهم.
بفضل الوعي بكثافة الصورة التي تخاطب الروح بألوانها نحتت السينما اليابانية موقعها العالمي مبكرا مع تحفة "الساموراي السبعة" 1954 للمخرج أكيرا كيروساوا. وهو الفيلم الذي ألهم سيرجيو ليون في فيلمه "الطيب والشرس والقبيح" 1966. بينما أكدت السينما الكورية صحوتها في السنوات الأخيرة. وهي حاضرة في مسابقة الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وحاضرة في لجنة التحكيم بالمخرج بارك تشان – ووك. وهي تحقق عالمية غير مسبوقة مع المخرج هونغ سونغ سو Hong Sang-soo.
كتبت الأسطر أعلاه بعد مشاهدتي الأولى لفيلم "مجددا". وقد رجعت لمشاهدته مجددا ليلا لأتعافى من اللكمة:
جرت وقائع الفيلم في مدينة صغيرة تحمل بصمات الحضارة اليابانية لست واثقا من قدرتي على نقل ما شاهدته لكم. سأحاول:
في التحقيق يكتشف القاضي أن المغتصبة ترتبط بمغتصبها بخيوط لا تحصى. واضح أنه كسرها بينما كان يمكنه أن يحصل عليها برضاها. لذلك تحن إلى مغتصبها. وهكذا يظهر الفيلم تعقيدات الروح الإنسانية الحائرة بين الكرامة وصهيل الرغبة.
كان أداء الممثلان معبرا. أظهر الشاب مصداقية مؤثرة وهو يعبر عن مدى حبه وندمه. وهذا ما زاد من شوق ضحيته إليه. في لقطات كثيرة يكاد المتفرج يقع في حب المغتصب.
بني الفيلم على قصة قصيرة تتطور مثل حجر صغير وقع في الماء وتتولد عنه دوائر هادئة لكن متماسكة. كل حدث مستخلص من سابقه في خط سردي واحد ينبع من صلب الموضوع. تتولى الدوائر حتى لحظة صدمة:
كيف يعقل أن تنتهي قصة حب متبادل باغتصاب؟
لتضميد اللكمة اليابانية تحدثت إلى بعض الزملاء. نوه ياسين عدنان بزاوية المقاربة المتفردة في الفيلم. سألته: وما المقاربة غير المتفردة؟
أجاب: إنها المقاربة النقيض. وفيها يكون الفيلم مثل مجموعة سكيتشات متجاورة منفصلة. لا رابط بين فضاءات الفيلم إلا مرور الشخصية الرئيسية بها. حينها يتوهم المخرج أنه ينقاد لمطالب الجمهور، بينما يكون تناوله سطحيا لأنه لا يجري أي بحث لكشف حقيقة الشخصية...
ليس هذا هو سبيل الفيلم الياباني، يضيف الشاعر عدنان "بني الفيلم الياباني على قصة صغيرة وفيه بحث في أعماق الشخصية. يطارد المخرج الشخصية من الداخل وكلما ظننا أن الفيلم انتهى، صفق الجمهور ووقف البعض للمغادرة، وفجأة يقترح المخرج نهاية جديدة وهكذا..."
فيلم "مجددا" درس سينمائي لمخرجي السكيتشات الكسالى، وقد توقعت أن يتوج بالنجمة الذهبية للمهرجان. لكنها آلت للفيلم الكوري"هان كونك جو" الذي يحكي عن تلميذة نُقّلت من ثانويتها إلى ثانوية أخرى بقرار من المديرة. تلميذة أهملها والداها. وهي ابنة رسام سكير وأم مطلقة تحاول بناء حياتها من جديد بتقديم الكثير من التنازلات للرجل الثاني لتبدو له جديدة تماما.
في كل سلوكها تحاول البطلة التي يحمل الفيلم اسمها قطع علاقتها مع العالم. لمّح المخرج للسبب ومر لعرض النتائج. تعمل البطلة ونعرف على مراحل مصوغة بعناية أنها تعرضت لاغتصاب جماعي من قبل مراهقين وصارت تواجه مصيرها وحيدة، وعليها ألا تظهر لأن المجتمع لا يغفر للضحية المرأة... في هذه الأثناء تُماطل المحكمة في معاقبة الجناة.
يذكرنا فيلم المخرج الشاب لي سوجين بقصة اغتصاب المغربية أمينة الفيلالي. التعقيد الجديد في الفيلم هو تعدد المغتصبين. وستكتشف التلميذة مغتصبين جدد مع تقدم أحداث الفيلم.
في ثانويتها الجديدة تتجنب "هان كونك جو" قريناتها إلى أن يكتشفن بالصدفة صوتها الجميل وعزفها الرائع على القيثارة. يصورنها ويضعن الفيديو على الإنترنيت. هنا يظهر هذا السلاح الخطير في حياة المراهقين. يكشف الفيلم استحالة مراقبة الأسر لفتيات لديهن أنترنيت على المحمول. وقد عقد الفيديو حياة "هان كونك جو"... تسلط عليها أولياء المراهقين يطلبون منها أن توقع تنازلا للجناة. وبذلك يتكرس أن المغتصبة تتحمل تبعات اغتصابها. والذي أحزنها أن والدها حصل على مال ليبيع تنازلها... الرجال معفيون من الحساب، والنساء هن اللواتي يدفعن الحساب كاملا.
الفيلم واقعي قوي. فيلم تخييلي صور بطريقة أقرب للفيلم الوثائقي. يبدو أنه صور بميزانية صغيرة.
في الفيلم الأول كان الاغتصاب ناتجا عن شدة مراقبة الأم للمراهقة. في الفيلم الثاني نتج الاغتصاب عن غياب تام لمراقبة الوالدين. الواضح أنه زادت خطورة تربية المراهقين الذين يُصغون للشبكة العنكبوتية أكثر من آبائهم وأمهاتهم.
لقد كان التفكك الأسري موضوعا رئيسيا للكثير من أفلام المهرجان. لكن لسينما شرق آسيا لمستها. لذا قدمت معالجة هادئة للاغتصاب تنبع من الفلسفات الشرقية. وذلك بتجنب الاصطدام والتشهير. يمثل فيلم "مجددا" روح الحضارة اليابانية فالمخرج يدرك طبيعة المجتمع الذي خرج منه. وقد نظم جلسة إنصات ومكاشفة بين الضحية والجلاد. في التعاليم البوذية الحياة معاناة وتنبع المعاناة من الرغبات. وهذا ما حصل للشابتين، فالبحث عن التجربة والثقة بجماعة من المراهقين في بيت مغلق جلبت المعاناة. وقد عالج الفيلم الاغتصاب بدون ضجيج ووسائل إعلام. صحيح، لقد شاع خبر الاغتصاب في الثانوية لكن بشكل متأخر. وقد مكن الزمن الضحيتين في الفيلمين من فهم تجربتهما. وقد كان شيوع الخبر صدمة وخطوة أولى في تقاسم العبء اجتماعيا. وهذه خطوة حاسمة لعلاج جراح الروح.
في الدورة الرابعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي ستنعقد من من 5 إلى 13 دجنبر 2014 سيكرم المهرجان السينما اليابانية. هذا رد اعتبار لفيلم مجدد وللسينما اليابانية ككل.

0 commentaires:

ماليزيا تخفض مُعدّلات "الطلّاق" وسط ساكنتها بـ"رُخصَة الزّواج"

في وقت تتزايد فيه معدلات الطلاق داخل المجتمعات، وتتراكم معه ملفات الصراعات الأسرية داخل المحاكم الخاصة بقضاء الأسرة، أوجدت ماليزيا حلّاً عمليّا لـ"الطلاق" استطاعت من خلاله أن تخفض نِسَبه من 32% إلى أقل من 8% خلال السنوات العشر الأخيرة، بفضل مشروع فاعل وطموح تبنّته الدولة، هو "رخصة الزواج"، الذي يحصل بموجبه الشاب والشابة من المقبلين على الارتباط على شهادة "لازمة" لعقد قِرَانهما.
ثورة ضد الطلاق
تبنت الحكومة الماليزية، إبان فترة رئيس الوزراء مهاتير محمد، سياسة حازمة للحيلولة دون تفاقم مشكل الطلاق في صفوف الماليزيّين، إذ مرّ المجتمع الماليزي، الذي لا يزيد تعداد ساكنته عن 28 مليون نسمة، من معاناة التفكك الأسري، حيث بلغت نسبة الطلاق ذروتها في تسعينيات القرن الماضي ووصلت إلى حدّ 32%، أي أن ضمن 100 زيجة هناك 32 تفشل، ما حدا بالحكومة إلى إحداث "رخصة الزواج"، التي بموجبها يلتزم كل طرف يرغب في الزواج من الجنسين بأن يخضعوا إلى دورات تدريبية متخصصة، داخل معاهد خاصة، يحصلون بعدها على رخصة تسمح لهم بعقد القران.
بعد عقد من إحداث معاهد الزواج، وإلزامية الحصول على الرخصة، أصبحت ماليزيا من أقل دول العالم في نسب الطلاق، بمعدل أقل من 8%، فيما صارت ملفات عقد القران لا تخلو من وثيقة "رخصة الزواج" إضافة إلى الفحوص الطبية وإلى جانب باقي الوثائق التعريفية المتعارف عليها.
اليوم، لا يسمح للشباب في ماليزيا بالزواج دون اللجوء إلى دورات التدريبية التي تمنح رخصاً خاصة، وهي الدّورات التي تدرس فيها مواد شرعية حول الحياة الاجتماعية قبل وبعد الزواج، وأيضا دروسا حول الحياة الصحية والنفسية والروحية للمتزوجين، فيما تتيح تلك المعاهد فترات يلتقي فيها الطرفان المخطوبان منأجل تعارف أكثر..

تابع القراءه »

0 commentaires:

الوليد بن طلال: رائحة الفساد فاحتْ في السعوديَة

وجه الأمير السعودي، الوليد بن طلال، دعوةً لهيئة مكافحة الفساد في بلاده، إلى التحقيق في أسباب تأخير إنتاج أول سيارة سعودية الصنع تحمل اسم "غزال 1"، كانَ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، قد دشنها قبل نحو 4 سنوات، وكان مقررا بدء إنتاجها قبل عام، معتبرا التأخر إحدى صور "الفساد الإداري" الواجب فضحه ليكون عبرة "للفاسدين".
الأمير "الثري" أورد في رسالة وجهها إلى محمد الشريف رئيس هيئة مكافحة الفساد "نزاهة"، ونشرها على موقعه الإلكتروني، أمس، أنَّ تقارير إعلامية نشرت خلال الأيام الماضية تؤكد أن مشروع "غزال" هو "مشروع وهمي"، لم يتم البدء في أي خطوة به منذ تدشينه.

ورأىَ بن طلال الأمر إحدَى "صور الفساد الإداري الذي تعاني منه الكثير من الأجهزة الحكومية السعودية"، مضيفًا أن " رائحة الفساد قد فاحت"، كما شدد على أن" الآوان حان لتؤديَ هيئة مكافحة الفساد واجبها بالفضح، ولو القليل من الفساد المتفشي في بلادنا وذلك تنفيذا لتوجهات وتوجيهات العاهل السعودي".
الملف الذي ذكره "الأمير" يرجع إلى 2010، حين أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن جامعة الملك سعود وقعت اتفاقية تعاون مشترك مع شركة كورية لصناعة السيارات بغرضِ إنشاء شركة جديدة لصناعة السيارات بالمملكة برأسمال 500 مليون دولار في إطار سعي الجامعة لتوطين التقنية والاقتصاد القائم على المعرفة، لأجل إنتاج وتصنيع باكورة الإنتاج والنموذج الأول من السيارة «غزال1» خلال أقل من عامين.
بيد أنه بعد نحو 3 سنوات من انتظار السيارة السعودية المرتقبة، ذكرت صحف سعودية قبل أيام أن مشروع السيارة السعودية «غزال 1» دخل متاهات «التنصل» و»البيروقراطية» بعد أن أعلنت وزارة التجارة عدم مسؤوليتها عن إنتاج السيارة، التي كان متوقعاً تسويقها في نهاية عام 2013، رغم تأكيدات الجامعة بأن الدولة أسندت المشروع للوزارة.
من جانبه، قال وزير التجارة والصناعة السعودي، توفيق الربيعة، في تصريح صحفي إن جامعة الملك سعود لم تتقدم لها للحصول على ترخيص تصنيع السيارة «غزال»، مضيفاً أن الجامعة هي صاحبة المبادرة والفكرة والجامعة هي الجهة المسؤولة عن المشروع، وأنه لا دخل للتجارة في تأخير الإنتاج.
ونقلتْ وكالة الأنباء الأناضول عنْ مصدر في جامعة الملك سعود، قوله إن دور الجامعة في مشروع (غزال) الذي يعنى بإنتاج أول سيارة سعودية، ينتهي عند البحث العلمي، بحيث تتم الاستفادة من السيارة بدراسة مكوناتها وتفكيكها وتركيبها، واستعراض أساليب وطرق صناعة السيارات، كون الجامعة جهة أكاديمية ولا تريد أن تخرج عن هذا المسار بالتحول إلى ممارسة أنشطة ربحية.
إلى ذلك، زادَ الأمير السعودي، في رسالته " تعلمون أن هذا المشروع قد دشنه شخصيا الملك عبد الله بن عبد العزيز، مما يؤكد أهمية هذا الحدث ، والذي كان بمثابة خطوة هامة نحو التصنيع بالمملكة العربية السعودية".
واسترسلَ قائلا: "إلا أن الأخبار الصادمة التي قرأناها مؤخرا كانت محل دهشة واستغراب الجميع حيث تؤكد بأن مشروع "غزال" هو مشروع وهمي، فكيف تصل الأمور لهذا الحد من انعدام الشفافية والمصداقية، مما يحدونا بالقول بأن ذلك يعد صورة واضحة من صور الفساد الإداري الذي تعاني منه الكثير من الأجهزة الحكومية السعودية".
كما استطرد بن طلال : "طلبي وهو طلب الشعب السعودي، خاصة وأن رائحة الفساد قد فاحت ولم نر أي ردود فعل أو إجراءات اتخذت من قبل الهيئة حول هذا الفساد الواضح، لذا فطالما أن الفساد واضح في هذه القضية فلماذا لاتقوم هيئتكم بالنظر في هذه القضية وإعلان النتائج فورا وليكن ذلك عبرة للكثير من الفاسدين في هذه البلاد".
الكاتب ذاته، وأنهى رسالته بجملة كتبت بخط اليد وذَيلها بتوقيعه قائلا ""لقد حان الآوان لهيئة مكافحة الفساد أن تؤدي واجبها بفضح ولو القليل من الفساد المتفشي في بلادنا وذلك تنفيذا لتوجهات وتوجيهات العاهل السعودي"فيما لم يصدرأيُّ رد هعن يئة مكافحة الفساد على طلب الأمير بالتحقيق، وما إذا كانت بدأت تحقيق بالفعل.

تابع القراءه »

0 commentaires:

الإمارات تستدعي سفير قطر احتجاجاً على "تطاول" القرضاوي

إستدعت وزارة الخارجية الإماراتية السفير القطري اليوم، لتسليمه مذكرة إحتجاج على "تطاول" الشيخ يوسف القرضاوي على دولة الامارات من على منبر أحد مساجدها في خطبة الجمعة.
وأفاد مصدر رسمي، أن الخارجية استدعت فارس النعيمي وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على "خلفية تطاول القرضاوي على دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال منبر أحد مساجدها وعبر التلفزيون الرسمي لدولة قطر".
يأتي هذا الاستدعاء الذي يعد "خطوة غير مسبوقة في العلاقات الخليجية"، بعد يومين من إعلان خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية القطري أن "ما قيل على لسان الشيخ يوسف القرضاي لا يعبر عن السياسة الخارجية لدولة قطر".
واعتبرت الخارجية الإماراتية في بيانها التي أصدرته اليوم أن تصريح العطية "لم يشر إلى موقف حاسم يرفض ما جاء في خطاب القرضاوي، ويقدم الضمانات بعدم وقوع مثل هذا الأمر مجددا".
وأعرب أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، في بيان نشرته وزارة الخارجية الإماراتية على موقعها الإلكتروني، اليوم للسفير القطري "عن بالغ استياء حكومة وشعب دولة الإمارات مما تلفظ به القرضاوي بحق الإمارات وعبر التلفزيون الرسمي لدولة جارة وشقيقة".
وأضاف: "انتظرنا من جارتنا أن تعبر عن رفض واضح لمثل هذا التطاول وأن تقدم التوضيحات الكافية والضمانات لعدم وقوع مثل هذا التشويه والتحريض من جديد ومع احترام دولة الإمارات التام لحرية الرأي والتعبير فإنها ترفض أي خطاب يحض على العنف والكراهية، ولكننا للأسف وبرغم التواصل الهادئ وضبط النفس لم نجد الرغبة والاستجابة نحو ذلك عند الأخوة الاشقاء في قطر".
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية: "لقد سعينا طيلة الأيام الماضية إلى إحتواء المسألة من خلال الاتصالات المستمرة رفيعة المستوى بين البلدين ولكن هذه الاتصالات لم تسفر إلا عن تصريح رسمي لم يشر إلى موقف حاسم يرفض ماجاء في خطاب القرضاوي، ويقدم الضمانات بعدم وقوع مثل هذا الأمر مجددا".
وتابع قرقاش: "حاولنا أن نحتوي هذه المسألة حرصا على علاقات الأخوة بين الدولتين الشقيقتين ودرءا للفتنة والشقاق الذي يرمي إليه المدعو (القرضاوي) في حملته ضد دولة الإمارات ولكننا نجد أنفسنا مجبرين على اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة في علاقاتنا الخليجية في ظل عدم رفض الإخوة في قطر بأن تستخدم منابرهم الدينية والإعلامية للإساءة للجار والشقيق"، مشيرا إلى "أننا لا نقبل وتحت أي مسوغات، التطاول على كرامة دولة الإمارات وقيادتها وشعبها أو الإساءة إلى نهجها وقيمها الأصيلة".
وكان القرضاوي قد انتقد الإمارات في خطبة الجمعة 24 يناير الماضي، متهما إياها بإيواء المرشح الرئاسي السابق، أحمد شفيق الذي وصفه بأنه "من رجال (الرئيس الأسبق) حسني مبارك"، متهما الإماراتر بأنها "تقف ضد كل حكم إسلامي، وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون".

0 commentaires:

share

Translate

الأكثر قراءة